هوية “إنرجين باور” الإسرائيلية تتكشف!
تُعد سفينة “انرجين باور” التي حطّت في حقل كاريش للغاز الطبيعي، على الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان والكيان الاسرائيلي، أحدث وحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه، وهي تابعة لشركة “إنرجين العالمية”.
وفيما يترقّب الشرق الأوسط “الاشتباك الغازي” بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ولدى التدقيق في هوية الشركة يتبيّن أن الشركة مالكة السفينة الآتية إلى حقل كاريش ليست يونانية بل “إسرائيلية”..
جنسية الشركة قد تُغيّر قواعد الاشتباك النفطي بين لبنان والكيان الإسرائيلي. فالشركة التي تمّ تقديمها للعالم على أنها يونانية تبعاً للمالك الرئيسي فيها تبيّن أنها إسرائيلية الهوية ولو كان مركزها بريطانيا ذلك، أن غالبية نشاطها يأتي لصالح دولة الكيان.
وما يؤكد هوية السفينة، هو تولّي المدير التنفيذي لـ”إينرجين” في إسرائيل، شاؤول زيماش، مهمّة الدفاع وشرح أعمال وأهداف السفينة وكل ما يتعلّق بها أمام الإعلام الغربي.
والشركة المذكورة عانت من الإفلاس يوم وقعت أزمة اليونان المالية فأنقذها رجل أعمال يوناني إسرائيلي يُدعى ماتيوس ريغاس، الذي يرأس مجلس الإدارة بالإضافة إلى عدد آخر بينهم آيمي لاشينسكي الأميركية اليهودية الأصل.
ولدى البحث عن السفينة، التي نُسبت إلى اليونان، يتبيّن أن الشركة هي “إسرائيلية” الأصل والأهداف والمشاريع وحقل أعمالها الأساسي في دولة الكيان الإسرائيلي.
تعمل “أنرجين” منذ أعوام في خزان للغاز الطبيعي على بعد 120 كم من شواطئ فلسطين المحتلة. والحقل المعروف بـ”تانين” أي “خزّان التمساح” وهو سابع حقل غاز طبيعي تمّ اكتشافه في العام 2012 في إسرائيل.
في آذار العام 2018 أُدرجت الشركة في بورصة لندن على لائحة الروّاد. وفي تشرين أول من نفس العام أُدخلت الى بورصة تل أبيب.
سعر السهم 13،91 جنيه استرليني وقيمة الشركة 2.83 مليار دولار ولديها مقر رسمي في لندن ومقر عملاني في تل أبيب.
الشركة إسرائيلية إذاً وليس لليونان فيها إلا إسم بعض الشركاء فيها، وهي مسّجلة في بريطانيا ضمن السجل التجاري للشركات النفط والغاز. لديها مقرّات في مصر وإيطاليا واليونان وكرواتيا وقبرص ومونتينيغرو.
بعد الالتباس مع لبنان، كانت وزارة الخارجية اليونانية قد استدعت القائم بأعمال لبنان وأبلغته أن اليونان لا تملك الشركة ولا علاقة لها بها.
ولدى معاينة معاملات الشركة وأعمالها يمكن ملاحظة أن معظم أنشطتها وأعمالها تجري لصالح الكيان الإسرائيلي.
السفينة ليست للتنقيب كما هو متداول بل هي وحدة بحرية لإنتاج الغاز ومعالجته، إلى جانب تخزين المكثفات، حمولتها الكلية البالغة 92680 طنّا وارتفاعِها البالغ 69.5 متراً عن سطح البحر. وهي متخصّصة في استخراج وتخزين الغاز المسال وتفريغه. ومزوّدة بأحدث التقنيات، بعدَ أن استغرق بناؤها في سنغافورة أكثر من عامٍ، بكلفة تخطّت ال 500 مليون دولار أميركي.
“انرجين باور” قادرة على استخراج 18 ألف برميل يومياً من النفط الخام، مع قدرة تخزينية تُقارب المليون برميل يومياً من النفط الخام.
وبحسب بيانات التعريف عن الشركة، تأسست Energean في عام 2007 ، وهي شركة مدرجة في قائمة FTSE 250 في لندن ومدرجة في قائمة تل أبيب للاستكشاف والإنتاج، وتعمل في ثمانية بلدان عبر البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال بالمملكة المتحدة.
منذ الاكتتاب العام، نمّت Energean لتصبح الشركة في مجال الاستكشاف والإنتاج.
وهي تركز على الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، مع ملف نمو قوي للإنتاج والتطوير. تستكشف الشركة وتستثمر في الأفكار والمفاهيم والحلول الجديدة لإنتاج الطاقة وتطويرها بتكلفة منخفضة وبصمة كربونية منخفضة.
يأتي إنتاج “إنرجين” بشكل أساسي من حقل أبو قير في مصر وحقول في جنوب أوروبا. المشروع الرئيسي للشركة هو 3.5 Tcf Karish و Karish North و Tanin ، قبالة سواحل إسرائيل، حيث تنوي استخدام FPSO Energean Power المملوكة بالكامل لشركة FPSO، والتي ستكون FPSO الوحيدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، لإنتاج الغاز الأول، بدءاً من في الربع الثالث من عام 2022.
تركز الشركة على استهداف الحياد الكربوني عبر عملياتها بحلول عام 2050. وقد أتمَّت عملية الاستحواذ على Edison E&P في كانون الأول 2020، والتي تمّ دمجها في أعمال Energean.
من كل ما تقدّم يبدو أن إسرائيل وعبر شركتها “إنرجين” وسفينة الانتاج الضخمة تريد السيطرة على حقول الغاز في الشرق الأوسط.. فما هو فاعل لبنان حتى لا تنضم حقوقه تحت جناح الشركة الإسرائيلية.